شمس الاسلام Admin
عدد المساهمات : 155 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمر : 38
| Sujet: خالد ابن الوليد لا ينام و لا يترك أحدا ينام (الحادي عشر) Sam Mai 30, 2009 3:01 pm | |
| وعلى الرغم من انباء الرسول صلى الله عليه وسلم اياه، بأن الاسلام يجبّ ما كان قبله، فانه يظل يتوسل على الظفر بعهد من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر الله له فيما صنعت من قبل يداه.. والسيف حين يكون في يد فارس خارق كخالد بن الوليد، ثم يحرّك اليد القابضة عليه ضمير منوهج بحرارة التطهر والتعويض، ومفعم بولاء مطلق لدين تحيط به المؤمرات والعداوات، فان من الصعب على هذا السيف أن يتخلى عن مبادئه الصارمة، وحدّته الخاطفة.. وهكذا رأينا سيف خالد يسبب لصاحبه المتاعب. فحين أرسله النبي عليه الصلاة والسلام بعد الفتح الى بعض قبائل العرب القريبة من مكة، وقال له: " اني أبعثك داعيا لا مقاتلا". غلبه سيفه على أمره ودفعه الى دور المقاتل.. متخليا عن دور الداعي الذي أوصاه به الرسول مما جعله عليه السلام ينتفض جزعا وألما حين بلفه صنيع خالد.. وقام مستقبلا القبلة، رافعا يديه، ومعتذرا الى الله بقوله: " اللهم اني أبرأ اليك مما صنع خالد". ثم أرسل عليّا فودى لهم دماءهم وأموالهم. وقيل ان خالدا اعتذر عن نفسه بأن عبدالله بن حذافة السهمي قال له: ان رسول الله قد أمرك بقتالهم لامتناعهم عن الاسلام.. كان خالد يحمل طاقة غير عادية.. وكان يستبد به توق عارم الى هدم عالمه القديم كله.. ولو أننا نبصره وهو يهدم صنم العزّى الذي أرسله النبي لهدمه. لو أننا نبصره وهو يدمدم بمعوله على هذه البناية الحجرية، لأبصرنا رجلا يبدو كأنه يقاتل جيشا بأسره، يطوّح رؤوس أفرداه ويتبر بالمنايا صفوفه. فهو يضرب بيمينه، وبشماله، وبقدمه، ويصيح في الشظايا المتناثرة، والتراب المتساقط: " يا عزّى كفرانك، لا سبحانك اني رأيت الله قد أهانك"..!! ثم يحرقها ويشعل النيران في ترابها..! كانت كل مظاهر الشرك وبقاياه في نظر خالد كالعزّى لا مكان لها في العالم الجديد الذي وقف خالد تحت أعلامه.. ولا يعرف خالد أداة لتصفيتها الا سيفه.. والا.." كفرانك لا سبحانك.. اني رأيت الله قد أهانك"..!! على أننا اذ نتمنى مع أمير المؤمنين عمر، لوخلا سيف خالد من هذا الرهق، فاننا سنظل نردد مع أمير المؤمنين قوله: " عجزت النساء أن يلدن مثل خالد"..!! لقد بكاه عمر يوم مات بكاء كثيرا، وعلم الانس فيما بعد أنه لم يكن يبكي فقده وحسب، بل ويبكي فرصة أضاعها الموت عن عمر اذ كان يعتزم رد الامارة الى خالد بعد أن زال افتتان الناس به. ومحصت أسباب عزله، لولا أن تداركه الموت وسارع خالد الى لقاء ربه. نعم سارع البطل العظيم الى مثواه في الجنة.. أما آن له أن يستريح..؟؟ هو الذي لم تشهد الأرض عدوّا للراحة مثله..؟؟ أما آن لجسده المجهد أن ينام قليلا..؟؟ هو الذي كان يصفه أصحابه وأعداؤه بأنه: " الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحدا ينام"..؟؟ أما هو، فلو خيّر لاختار أن يمدّ الله له في عمره مزيدا من الوقت يواصل فيه هدم البقايا المتعفنة القديمة، ويتابع عمله وجهاده في سبيل الله والاسلام.. ان روح هذا الرجل وريحانه ليوجدان دائما وابدا، حيث تصهل الخيل، وتلتمع الأسنّة، وتخفق رايات التوحيد فوق الجيوش المسلمة.. وأنه ليقول: " ما ليلة يهدى اليّ فيها عروس، أو أبشّر فيها بوليد، بأحبّ اليّ من ليلة شديدة الجليد، في سريّة من المهاجرين، أصبح بهم المشركين".. | |
|